أنقاض عقار الزيتون عبّرت العجوز هويدا عن صدمتها العميقة بكلماتها: “مفيش حاجة سليمة طلعت بها من شقتي” وذلك بعد انهيار العقار المكون من أربعة طوابق في منطقة الزيتون بالقاهرة، والذي كان محل سكنها.
حكايات أنقاض عقار الزيتون
وأوضحت، وسط دموعها، كيف أن القدر منحها عمرًا جديدًا، قائلة: “كنت بسخن أكل ليا ولجوزي، نزلت أروح محل البقالة بتاعتنا، ومفيش نصف ساعة، لقيت البيت وقع” في الوقت ذاته، كان جارها ناصر، الرجل الأربعيني الذي كان يقف على شرفته، قد رفض الذهاب مع أسرته إلى المصيف، كأنه كان ينتظر الموت. وقد عُثر على جثمانه تحت الأنقاض من قبل قوات الحماية المدنية. بينما تواصل العجوز هويدا البحث عن أي ملابس أو مرتبة للنوم عليها، وتعبر عن أملها في تغيير ملابسها، كما صرحت.
العجوز تعبر عن صدمتها
“معرفش وقع إزاي” بهذه الكلمات عبرت العجوز هويدا عن صدمتها بعد انهيار العقار الذي كانت تسكنه، واصفة لحظات الرعب التي عاشتها. كانت هويدا وزوجها عزت، البالغ من العمر 75 عامًا، يجلسان عند محل البقالة الخاص بهما يتناولان الغداء ويتحدثان عن أولادهما محمد وأدهم، اللذين يعملان على “توك توك” لتدبير مصاريفهما. كانا يتمنيان لأبنائهما النجاح وتحسين وضعهم المعيشي، وتمنوا الحصول على منزل يجمع العائلة. ولكن فجأة، سمعا صوت انفجار قوي، تلاه غبار كثيف، وعندما اقتربت هويدا، اكتشفت أن منزلها قد تحول إلى كومة من التراب.
صرخت العجوز “يا خراب بيتنا” في حين منعها الأهالي من الاقتراب من الأنقاض خوفًا من سقوط مزيد من الركام. حاولت البحث عن ملابس ومرتبة لتستعين بها، لكنها لم تجد شيئًا، وقالت بدهشة: “البيت كان زي أي بيت، معرفش وقع إزاي”. أضافت أن الشقة كانت مملوكة لها ولعائلتها بعد شراء حصة ورثة منذ 5 سنوات، بينما كان جيرانها، أسرة ناصر، يقيمون في الشقة بالإيجار القديم، وكان باقي الأدوار فارغة.
قرار النيابة في انهيار عقار الزيتون
تلقت النيابة العامة، إخطار بانهيار كامل لعقار بالزيتون، ومصرع شخص تحت أنقاضه، فباشرت النيابة تحقيقاتها على الفور، والتي بدأتها بمعاينة موقع العقار المنهار، فقد تبين أنه بناءه من 4 طوابق، على مساحة 120 متر ويسكن به أسرتان، وقد تمكنت الإدارة العامة للحماية المدنية من استخراج جثة شخص وناظرت جثمانه، وأيضا كلفت مفتش الصحة بتوقيع الكشف الطبي عليه لإعداد تقرير بسبب حدوث الوفاة.
كما استمعت النيابة العامة، لأقوال رئيس الحى، وأيضا الناجين من الموت، وكلفت الجهة الإدارية باتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأرواح والممتلكات لقاطنى العقارات المجاورة للعقار المنهار، وأمرت بتشكيل لجنة هندسية لفحص وضع العقار الإنشائية وملفه الترخيص.