البابا شنودة قانون الأحوال الشخصية لها علاقة بقصة يونان ..إن قصة يونان النبي هي قصة صراع بين الذات الإنسانية والله. ويونان النبي كان إنسانا تحت الآلام مثلنا. وكانت ذاته تتعبه. ونود في هذا المقال أن نتأمل صراع ذاته مع الله و قد قال البابا الراحل شنودة الثالث في دراسة له عن شخصية يونان النبي .
البابا شنودة عن طريق الله
و ما موقفي كنبي، وكرامتي، وكلمتي، وفكرة الناس عني؟؟ لعله كثيرا ما كان يفكر في نفسه هكذا: وماذا أفعل إذا اصطدمت كرامتي بطريقة الله في العمل؟ ولم يستطع يونان أن ينتصر علي ذاته و الذي يريد أن يسير في طريق الله، ينبغي أن ينكر ذاته، يجحدها وينساها، ولا يضع أمامه سوي الله وحده. و يونان النبي كانت مشكتلة أن ذاته كانت بارز ومهمة في طريق كرازته. و كانت تقف حائلا بينه و بين وصيه الله.
قصة يونان
و فيها أكثر من 120000 نسمة كانت نينوى عاصمة كبيرة .. ولكنها كانت أممية وجاهلة وخاطئة جدا، و تستحق الهلاك فعلا. و كلفه الله بالذهاب إلي نينوى، والمناداة بهلاكها… ولكن يونان أخذ يفكر في الموضوع: سأنادي علي المدينة بالهلاك، ثم تتوب، ويتراءف الله عليها فلا تهلك. ثم تسقط كلمتي، فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة و يكون الله قد ضيع كرامتي علي مذبح رحمته ومغفرته.
و لم يكن يونان من النوع الذي يطيع تلقائيا و هكذا وجد سفينة ذاهبة إلي ترشيش، فنزل فيها وهرب و يري هل توافق شخصيته و ذاته أم لا و كان يناقش أوامر الله الصادرة إليه،.
إنهم يطيعون بغير مناقشة كذلك الملائكة. وب غير تردد. وهم مجرد منفذين لمشيئته، إن الله كلي الحكمة، و حتى يناقشوا أو يعترضوا ليسوا شركاء له في التدبير .
البابا شنودة عن حكاية يونان و قوانين الأحوال الشخصية
، وعبارات الحنو التي يدافع البعض عن زواج المطلقات، يذكرنا هذا بقوانين الأحوال الشخصية، و منع الطلاق إلا لعلة الزنا كأنهم أكثر حبا و عطفا وحنانا من المسيح الذي وضع الوصية.
لا نريد أن نعمل مثل يونان، الذي تلقي الأمر من الله، فناقشه ثم رأي الحكمة في مخالفته… أما نحن فوظيفتنا هي التنفيذ وليس المناقشة. و ليهرب من الله هكذا استقل سفينة .. الذي يظن أنه يقدر علي الهروب من الله مسكين هذا الإنسان ! تري إلي أين يهرب