الترانيم , تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بعدد من المناسبات الدينية البارزة في الفترة المقبلة ، أبرزها الأصوام الميلادية وفترات الكريمساس. في هذا السياق، يبدأ مرنمو الكنيسة في التحضير للترانيم التي ستُستخدم في هذه الاحتفالات، مما يعكس اهتمام الكنيسة العميق بالمظاهر الروحية والثقافية لهذه المناسبات.
أصل وتاريخ الترانيم المسيحية
تثير اهتمام الكثيرين، وتسأل البعض عن تاريخها وأصلها . في تصريحات خاصة أوضح المرنم الكنسي أندرو ممدوح أنها تعود إلى التسبيحات التي كان يتلوها رجال الله وأنبيائه في مواقف مختلفة .
من أبرز هذه التسبيحات، المزامير التي كانت تُستخدم في تمجيد الله وشكره.
علاقات الترانيم بالمزامير
المزامير هي مجموعة من الأشعار الدينية الملحنة التي كانت تُنشد باستخدام مزمار وآلات موسيقية أخرى .
يُطلق عليها باللغة العبرية اسم “كتاب الحمد” أو “كتاب المزامير”، وقد عُرفت أيضاً باسم مزامير داود ، نسبةً إلى الملك داود الذي نُسِبَت له العديد منها. تتضمن مجموعة المزامير 151 مزمورًا، من بينها 74 مزمورًا تُنسب لداود.
العناوين والأصول التاريخية للمزامير
يشير أندرو ممدوح إلى أن كل المزامير تحتوي على عناوين، باستثناء 34 منها والتي يُطلق عليها التلمود “المزامير اليتيمة”. هناك اعتقاد بأن العبارة “هللويا.. احمدوا الرب” التي تتصدر بعض المزامير قد تكون بمثابة عنوان لها. هذا الأمر أدى إلى تخفيض عدد المزامير اليتيمة إلى 24 فقط، بناءً على هذا التفسير.
أما عن أصل العناوين، فلا يُعرف بالضبط من قام بإضافتها، لكن يُعتقد أن جامعي هذه الكتب أضافوها بطريقة مشابهة لتلك المستخدمة في العناوين الخاصة بالأناجيل والرسائل. بالرغم من أن بعض المعاني قد ضاعت عبر الزمن، فإن التقاليد الشائعة قبل الترجمة السبعينية تكشف عن تفاصيل تتعلق باسم المؤلف، نوع الشعر، الآلة المستخدمة في الترتيل، والنغمة.
وأخيرًا، تبرز الملاحظات المتعلقة بمزامير داود والتي تشير إلى أحداث من حياته، حيث أن العديد منها مستوحى من الأسفار التاريخية. النزاع حول معنى كلمة “سلاه” مستمر، ولكن يُرجح أنها تتعلق بشيء مرتبط بالترتيل، مما يضيف عمقًا تاريخيًا وروحيًا لهذا التراث الثمين.