بالصور كنيسة العذراء مريم بسخا بداخلها احتمت فيها العائلة المقدسة وطُبع قدم المسيح .. تتميز محافظة كفر الشيخ بوجود العديد من المواقع الأثرية الهامة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية، مما يمنحها مكانة فريدة بين المحافظات الأخرى. فهي تمتلك جميع المقومات اللازمة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. ومن أبرز المعالم الأثرية المسيحية في المحافظة هي كنيسة العذراء مريم بسخا التي تُعتبر من أقدم الكنائس في مصر والشرق الأوسط.
كنيسة العذراء مريم بسخا
تاريخيًا، أقامت العائلة المقدسة في هذه الكنيسة لمدة تقارب السبعة أيام، حيث ترك المسيح أثر قدمه على حجر لا يزال موجودًا ضمن مقتنيات الكنيسة. قبل أن تنتقل إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية، حيث توجد أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء “السريان”، والبراموس، والقديس أبو مقار من رفح في شمال شرق البلاد، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد بدأت رحلة العائلة المقدسة ، ثم إقليم الدلتا عند سخا في كفر الشيخ، وتل بسطا في الشرقية، وسمنود في الغربية، قبل أن تنتقل إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية.
تاسيس كنيسة العذراء مريم بسخا
تأسست الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، وتم ترميمها في القرن الحادي عشر بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. وفي القرن السادس عشر، تعرضت الكنيسة للتهدم، لكن محمد علي باشا أصدر أمرًا بإعادة ترميمها وبنائها في عام 1846 مع الحفاظ على طابعها الأثري والأجزاء المتبقية منها. وفي عام 1968، تم إعادة بناء صحن الكنيسة، حيث تحتفل الكنيسة في الأول من يونيو بعيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر، ويشارك في هذه الاحتفالية عدد كبير من أبناء الكنيسة.
حريق كنيسة العذراء مريم بسخا
في 18 يونيو 2008، تعرضت الكنيسة لحريق أدى إلى احتراق عدد من التحف الأثرية، بما في ذلك الحجاب الأثري للهيكل وأيقونة نادرة للسيدة العذراء. وكان ذلك في عهد اللواء أحمد زكي عابدين، محافظ كفر الشيخ آنذاك، الذي قرر البدء في ترميمها.
في عام 2021، تم الانتهاء من أعمال تطوير مسار العائلة المقدسة بالكنيسة، بالإضافة إلى تحسين المنطقة المحيطة بها من خلال زراعة الأشجار، وضع بلاط الإنترلوك، إنشاء البوابات، وتأهيل المنطقة السكنية المجاورة. كما تم إنشاء مسارات للزوار والسياح، وتحسين نظام الإضاءة في المنطقة، وإعادة رصف الطرق المؤدية إلى الكنيسة.