ذكرى نياحة القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس اليوم تحتفل به الكنيسه.. اليوم، تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس أنبا يوحنا القصير، المعروف أيضًا بأبي يحنس (أفا يؤانس بى كولوبس)، وذلك في 20 بابة، الموافق 30 أكتوبر 2024. في مثل هذا اليوم، تنيح القديس الإيغومانس العظيم، الأنبا يوحنا القصير، الذي يُعرف أيضًا بالأنبا القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس ، وهو قس من برية شيهيت. يُميز القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس عن أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي عاش في القرن السابع، وكذلك عن يحنس كاما الذي عاش في القرن التاسع. و القديس يحنس القصير بعتير الأخ الروحي للقديس أفا بيشوى بى رومى انتى ليوس، الانبا بيشوي الرجل الكامل على يد القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت تتلمذ كلاهما .
سيرة القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس
تظهر سيرة هذا القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس بين آباء البرية بوضوح المسار الروحي لحياة الراهب الذي يترك العالم ليس بدافع الكراهية، بل حبًا لله. فقد اتجه قلب أبينا نحو السماوات وانشغل بالأمور الإلهية. ورغم ذلك، لم يتوقف عن العمل اليدوي ليقدم بكل حب ما يستطيع للأخوة المحتاجين. وعلى الرغم من علوّ روحه، كان متواضعًا ومطيعًا. هكذا ارتبط قلبه بالله، الذي يمنح الحب و التواضع والطاعة.
وُلد هذا القديس في عام 339 ميلادي في بلدة طيبة بالصعيد، وكان ينتمي إلى عائلة فقيرة. كان والداه من الأشخاص التقيين جدًا، وله أخ أكبر أصبح راهبًا فاضلًا فيما بعد. عندما بلغ يوأنس الثامنة من عمره، تحول قلبه عن زيف العالم وشهواته وأمجاده، وبدأ يشعر بشغف نحو الرهبنة. بفضل نعمة الله، قرر الذهاب إلى برية شيهيت، وهناك التقى بشيخ قديس يُدعى أنبا بمويه من البهنسا. طلب منه الإذن بالإقامة معه، لكن الشيخ، وهو يختبره، قال له: “يا ابني، لا يمكنك الإقامة معنا، فهذه برية صعبة، والساكنون فيها يعتمدون على عمل أيديهم، بالإضافة إلى الصوم الكثير والصلاة والنوم على الأرض والتقشف. لذا، ارجع إلى العالم وعش في التقوى”. لكن الأنبا يوأنس أجابه: “لا تردني يا أبي من أجل الله، فقد جئت لأكون تحت طاعتك وفي صلاتك، وإذا قبلتني، فأنا أؤمن أن الرب سيجعل قلبك راضيًا”.
رهبنة القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس
كان القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس يعتبر نفسه من أحقر الناس، لكنه لم يكن يشعر باليأس، بل كان يحمل روح الرجاء في الله الذي يرفع المسكين من المزبلة. هذا التواضع، المرتبط بروح التمييز، جعله يقترب أكثر من الله ويستمتع بغنى نعمة الله. سألته الإخوة ذات مرة: “يا أبانا، هل ينبغي علينا قراءة المزامير كثيرًا؟” فأجابهم: “إن الراهب لا تنفعه القراءات والصلوات ما لم يكن متواضعًا ومحبًا للفقراء والمساكين”.و قيل إن يوحنا كان يحمل كل شيهيت بتواضعه بفضل تواضعه، ، كما يحمل الإنسان نقطة ماء على كفه. . كما قيل إنه بفضل تواضعه اجتذب قلوب الإخوة جميعًا، فأحبوه كثيرًا وكانوا مستعدين لتنفيذ كل ما يأمر به.