بالصور ننشر رحلة أعياد السيدة العذراء مريم من ميلادها إلى معجزات ظهورها.. تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم في الأول من شهر مسرى (الموافق 7 أغسطس) ببدء صوم السيدة العذراء، وهو صوم يحظى باهتمام كبير من قبل الشعب، حيث يمارسه الناس بتنسك عميق، ويقوم البعض بتمديده لعدة أيام تعبيرًا عن محبتهم الكبيرة للسيدة العذراء. يتم الاحتفال بهذا الصوم من خلال تنظيم نهضات روحية في معظم الكنائس.
رحلة أعياد السيدة العذراء مريم
من المعروف أن لكل قديس في الكنيسة عيدًا واحدًا، يُحتفل به في يوم نياحته أو استشهاده، وقد يُضاف إليه عيد آخر يتعلق بمعجزة حدثت باسمه، أو العثور على رفاته، أو بناء كنيسة تُكرّمه. ومع ذلك، تتمتع القديسة العذراء بأعياد متعددة، منها:
عيد البشارة بميلادها: يُحتفل به في 7 مسرى (الموافق 13 أغسطس)، حيث بشر ملاك الرب والديها يواقيم وحنة بميلادها، فامتلأ قلبهما فرحًا وأهدياها للرب.
عيد ميلاد السيدة العذراء مريم : يُحتفل به في أول بشنس (الموافق 9 مايو)
في هذا اليوم نحتفل بميلاد البتول الطاهرة مريم، والدة الإله، التي جلبت الخلاص للبشرية. وُلدت هذه العذراء في مدينة الناصرية حيث كان والداها يعيشان، وكان كلاهما يشعر بالحزن لأنه لم يكن لديهما أولاد ليقدما قربانًا لله. وعندما حان الوقت المحدد وفقًا للتدبير الإلهي، أرسل الله ملاكًا ليبشر الشيخ يواقيم والدها أثناء صلاته في الجبل، قائلاً: “إن الرب سيعطيك نسلًا يكون منه خلاص العالم”. نزل يواقيم من الجبل في الحال، مؤمنًا بكلام الملاك، وأخبر زوجته حنة بما سمع ورأى، ففرحت وشكرت الله، ونذرت نذرًا بأن يكون المولود خادمًا لله في بيته طوال حياته. وبعد ذلك، حملت وولدت هذه القديسة، وأسمتها مريم، التي أصبحت والدة مخلصنا.
يُحتفل به في 3 كيهك (الموافق 13 ديسمبر) عيد دخول السيدة العذراء مريم الهيكل: ، وهو اليوم الذي دخلت فيه الهيكل لتتعبد في الدار المخصصة للعذارى.
يُحتفل به في 21 من كل شهر قبطي العيد الشهري للعذراء: ، إحياءً لذكراها في 21 طوبة (الموافق 30 يناير).
عيد صعود جسدها إلى السماء: يُحتفل به في 16 مسرى (الموافق 22 أغسطس)، ويُسبقه صوم العذراء الذي يستمر لمدة 15 يومًا.
صعود جسد السيدة العذراء مريم
في يوم صعود جسد السيدة العذراء مريم، والدة الإله، كانت تتعبد في القبر المقدس، تنتظر اللحظة السعيدة التي ستتحرر فيها من قيود الجسد. وقد أبلغها الروح القدس بأنها ستنتقل سريعًا من هذا العالم الفاني. وعندما اقترب الوقت، حضر التلاميذ والعذارى من جبل الزيتون، وكانت السيدة ممددة على سريرها. وفجأة، جاء السيد المسيح محاطًا بألوف من الملائكة، فقدم لها العزاء وأخبرها بسعادتها الأبدية المهيأة لها، مما أسعدها. ثم مدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى، وأسلمت روحها الطاهرة بين يدي ابنها وإلهها يسوع المسيح، الذي أصعدها إلى المساكن السماوية. أما جسدها الطاهر، فقد تم تكفينه وحمله إلى الجثمانية. وفي أثناء ذهابهم به، اعترض بعض اليهود التلاميذ لمنع دفنها، وأمسك أحدهم بالتابوت، فانفصلت يديه عن جسده وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على فعله السيئ. وبفضل صلوات التلاميذ القديسين، عادت يديه إلى جسده كما كانت.
لم يكن توما الرسول حاضرًا عند نياحتها، ولكنه حضر عند دفنها ورأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به. فقال له أحد الملائكة: “أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم”، فهرع وقبله. وعندما عاد إلى التلاميذ، أخبروه بنياحتها، فقال: “لا أصدق حتى أرى جسدها، فأنتم تعلمون أنني شككت في قيامة السيد المسيح“. فتوجهوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه، فدهش الجميع وتعجبوا. عندها أخبرهم توما الرسول بأنه رأى الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به.
معجزات السيدة العذراء مريم
يُحتفل به في 21 بؤونة (الموافق 28 يونيو)، عيد معجزتها (حالة الحديد): حيث نستذكر فيه معجزتها في تحرير القديس متياس ومن معه من قيود الحديد التي كانت تعيقهم. كما نحتفل أيضًا بتأسيس أول كنيسة تحمل اسمها في مدينة فليبي.
يُحتفل به في 2 أبريل، الذي يوافق تقريبًا 24 برمهات عيد ظهورها في الزيتون: ، وهو اليوم الذي شهد ظهور السيدة العذراء على قباب كنيسة العذراء في الزيتون عام 1968، واستمرت ظهوراتها لعدة سنوات بعد ذلك.
ختامًا، نود الإشارة إلى أن العديد من هذه الأعياد تتضمن طقوسًا خاصة في الكنيسة، بالإضافة إلى ألحان ومدائح مخصصة لكل مناسبة، مما يعكس تكريم السيدة العذراء. ويكفي أن نذكر قولها الذي سجله الإنجيل: “هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” (لوقا 1:48). وتعني عبارة “جميع الأجيال” أن تكريم العذراء هو عقيدة مهمة استمرت منذ الميلاد وستظل قائمة حتى نهاية الزمان.