مكاريوس الثاني , تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، بذكرى نياحة البابا الذي كان البطريرك التاسع والستين للكنيسة القبطية .
تُعد هذه الذكرى فرصة لتكريم وتخليد ذكرى حياة هذا الأب الروحي الكبير الذي أثرت سيرته وتعاليمه في تاريخ الكنيسة .
مسيرة البابا مكاريوس الثاني وتفانيه في العبادة
توفي في السنة 845 للشهداء، وهو ما يوافق عام 1128 ميلادي . كان قد بدأ حياته الدينية بصفته عابدًا منذ صغره ، حيث اختار أن ينضم إلى دير القديس مكاريوس ، حيث قضى سنوات في العبادة والنسك ، مع التركيز على قراءة الكتب المقدسة. بالإضافة إلى تقواه،
كان يتميز بموهبته الفنية ؛ إذ كان يقضي بعض أوقاته في رسم الأيقونات وتزيين المخطوطات، ما يعكس عمق تفرغه للعبادة والتفاني في خدمة الله .
انتخاب البابا مكاريوس الثاني ودوره كبطريرك
عندما توفي البابا ميخائيل الرابع ، البطريرك الثامن والستين، اجتمع المجمع المقدس في القاهرة لاتخاذ قرار بشأن اختيار بطريرك جديد .
قرر المجمع انتخاب الراهب مكاريوس ، رغم محاولاته العديدة لرفض هذا الدور الكبير بسبب شعوره بعدم الاستحقاق .
ومع ذلك، تم نقله إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته بكنيسة القديس مار مرقس في يوم الأحد 13 من هاتور سنة 819 للشهداء، والذي يوافق عام 1102 ميلادي .
بعد رسامته ، انتقل إلى القاهرة حيث أُقيم له طقس التجليس في كنيسة القديسة العذراء المعلقة.
طيلة فترة رئاسته التي امتدت لخمس وعشرين سنة وتسعة أشهر، كان البابا معروف بتفانيه في النسك والعبادة ، بالإضافة إلى تعليمه ووعظه المستمرين لشعب الكنيسة .
كان أيضًا كثير الصدقات والرحمة، واهتم بالفقراء والمساكين. وعندما أكمل سعيه ، توفي بسلام، ودفن بإكرام في كنيسة القديسة العذراء المعلقة .
تظل سيرته العطرة مصدر إلهام للعديد من الأجيال في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.