حكاية نجيب محفوظ مع برلنتي عبد الحميد.. رفض أن يشهد زورًا لأجلها

حكاية نجيب محفوظ مع برلنتي عبد الحميد رفض أن يشهد زورًا لأجلها في إحدى عمارات حي العجوزة بالقاهرة، التي تطل على النيل، كان يسكن الروائى والأديب نجيب محفوظ فى هدوء مع أسرته لسنوات طويلة، حيث كانت شقته في هذه العمارة شاهدة على أكثر أعماله الإبداعية خلال فترة الخمسينيات والستينيات، وظل الحال على ما هو عليه، حتى جاءت "ساكنة" جديدة، أخذت إحدى شقق الطابق العلوى بالعمارة، لتنهي على الهدوء الذي كان الروائي يستمتع به، وهي برلنتى عبد الحميد، واحدة من نجمات الرقص والاستعراض فى الستينيات، حيث تقاطع طريقهما في عدة محطات، وكانت أغلب اللقاءات بينهما في أغلب الأوقات "مشحونة". بداية معرفة نجيب بها برلنتي عبد الحميد هو اسم ليس جديدا على الروائى نجيب محفوظ، وليست المرة الأولى التي يتقابلان فيها، هو يعرفها جيدا، فقد شاركت فى بدايتها التمثيلية فى عدد من الأعمال التى كتبها نجيب محفوظ، فقد كانت ضمن أبطال فيلم «ريا وسكينة»، الذى أنتج عام 1952، وقام نجيب بكتابة السيناريو الخاص للفيلم، حينما طلب منه مخرج العمل صلاح أبو سيف ذلك. كما اختارها أيضًا المخرج توفيق صالح لتكون ضمن أبطال فيلمه «درب المهابيل»، الذى أنتج عام 1955، وقام نجيب بكتابة السيناريو الخاص به أيضا. توتر العلاقة بين نجيب وبرلنتى كان «نجيب» يحاول أن يتجنب «برلنتى»، خاصة أنها كانت تحاول فرض نفسها على عائلته، ويُحكى أنه فى إحدى المرات كانت تريد «برلنتي» أن تقوم بمكالمة ضرورية، فاتجهت إلى شقة نجيب، وطلبت من الخادم أن تدخل لعمل مكالمة، لأن هاتفها معطل، فأزاحته بيدها، ودخلت. زادت علاقة التوتر بينهما أكثر بسبب شهادة نجيب محفوظ ضدها في إحدى القضايا، حيث ترددت أقاويل بأنها أعجبت بالعمارة، التى كانت تسكن فيها، وأرادت أن تسطو عليها بالإكراه، وبدأت بينها وبين صاحب العمارة رحلة فى المحاكم، وقدمت وقتها أوراقًا تثبت انتقال ملكية العمارة إليها، وفيما رد صاحب العمارة بأوراق يثبت أن ما قدمته برلنتي ما هو إلا أوراق مزورة، وأنه لا يزال المالك، وطلبت المحكمة شهادة سكان العمارة، وحينما ذهب محفوظ أكد أنه كان يدفع شهريًا إيجاره إلى الرجل وليس برلنتى وفقا لما جاء على لسان سكان شارع العجوز فى موقع «منشور». طلبت من نجيب أن يكتب لها مذكراتها كانت برلنتى متزوجة من المشير عبد الحكيم عامر، وأنجبت منه عمرو عبد الحكيم، واعتزلت من أجله الفن، حتى وفاته عام 1967، فعادت «برلنتى» إلى التمثيل مرة أخرى، بفيلم «العش الهادى»، وقررت وقتها أن تقوم بكتابة مذكراتها، فذهبت إلى نجيب محفوظ عارضة أن يكتب لها المذكرات، فاعتذر لها، وبرر رفضه بأنه يكتب بأسلوب أدبى روائى، وهذا لا يصلح فى كتابة شهادات المذكرات، لأنها تعتمد على حقائق، حسبما قالت «برلنتى» فى إحدى الصحف اللبنانية. وفوجئ نجيب محفوظ بجارته غاضبةً بعد أن اعتذر عن عدم كتابة مذكراتها، وأرسلت إليه بواب العمارة تتهمه بكسر زجاج سيارتها، وتطلب مائة جنيه تعويضًا، فدفعها محفوظ على الفور، كما جاء فى كتاب «نجيب محفوظ في شبرد» للكاتب إبراهيم عبد العزيز. وجاء فى كتاب «بعض من ذكريات» للكاتب عمرو عبد السميع، أن برلنتى حينما انتهت من كتابة مذكراتها نزلت بها إلى«نجيب» فى الطابق الأرضي، وعرضتها عليه، فأخبرها أنها كاتبة ضلت طريقها إلى التمثيل. فى النهاية هذه حكاية من حكايات نجيب محفوظ التى لا تنتهى، ويظل هو الأديب الأبرز بين رفاقه المصريين في القرن الماضي، وظلت كتاباته خالدة ومادة دسمة للفن حتى يومنا هذا.



هذا الخبر منقول من : التحرير
اشتراك في قناه جون المصرى | Youtube
هذه الخبر مدرج تحت ملف :
نجيب محفوظ
-
كواليس معركة نادرة بين نجيب محفوظ والعقاد
-
اعترافات نجيب محفوظ
-
اعترافات نجيب محفوظ عن أيام الطفولة
-
دار نشر الجامعة الأمريكية تكشف القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ
-
حكايات من زمن فات .. سر ظلم شادية من نجيب محفوظ
-
تفاصيل تحويل قصة حياة نجيب محفوظ لعمل درامى
-
تفاصيل تحويل قصة حياة نجيب محفوظ لعمل درامى بطولة أحمد حلمى