تعرف على علاقة نجيب محفوظ بسيد قطب

تعرف على علاقة نجيب محفوظ بسيد قطب
كعادة الكتاب حين يستلهمون شخصية في كتاباتهم من شخصية حقيقية، يغيرون ملامحها ويضيفوا أو ينقصوا بعض التفاصيل كنوع من «التمويه»، عن الشخصية الحقيقية، ويتركوا لخيال القارئ الدور في اكتشاف ماهيتها، هذا ما فعله عميد الأدب العربي نجيب محفوظ حينما جسد شخصية سيد قطب في إحدى رواياته.
كان محفوظ وقطب على معرفة سابقة، فكانت كتابات محفوظ الأولى غير مشهورة خاصة روايتيه "عبث الأقدار 1939" و "رادوبيس 1942"، وكان من الممكن أن يظل كاتبا مغمورا، لولا مقال كتبه سيد قطب عن رواية "كفاح طيبة"، ومدح في نجيب وقال :"أحاول ان اتحفظ فى الثناء على هذه القصة فتغلبنى حماسة قاهرة لها، وفرح جارف بها! هذا هو الحق، أطالع به القارئ من اول سطر، لأستعين بكشفه على رد جماح هذه الحماسة، والعودة الى هدوء الناقد واتزانه".
واستكمل حديثه عن رواية طيبة : " ان يصل الى الحديث عن رواية "كفاح طيبة": واليوم أتلفت فأجد بين يدى القصة والملحمة كلتاهما فى عمل فنى واحد فى "كفاح طيبة" فهى قصة بنسقها وحوادثها، وهى ملحمة وإن لم تكن شعرًا ولا أسطورة بما تفيضه فى الشعر إلا الملحمة".
استمرت العلاقة بينهما لسنوات، وكانت قائمة على الأدب والنقد والتحليل، حتى ظهرت تحولات سيد قطب الفكرية، وأصبح زعيما لحركة"الإخوان"، ثم انقطعت العلاقة بينهما نهائيا، كما ذكر في مذكرات محفوظ لرجاء النقاش، ولم يقدم محفوظ على زيارة قطب مرة واحدة، خشية أن تتسبب هذه الزيارة في متاعب أمنية له.
لم يزر محفوظ قطب إلا مرة واحدة، وقال عنها في مذكراته :"ذهبت إليه رغم معرفتى بخطورة هذه الزيارة وبما يمكن أن تسببه لي من متاعب أمنية، فى تلك الزيارة تحدثنا عن الأدب ومشاكله ثم تطرق الحديث إلى الدين والمرأة والحياة، كانت المرة الأولى التى ألمس فيها بعمق مدى التغيير الكبير الذى طرأ على شخصية سيد قطب وأفكاره لقد رأيت أمامي إنسانا آخر حاد الفكر متطرف الرأي".
علم محفوظ بخبر اشتراك قطب في مؤامرة لـ قلب نظام الحكم، وصدر حكم بالإعدام عليه، ونفذ بالفعل في 29 أغسطس 1966، ورغم اختلاف آرائهما وابتعاد محفوظ عنه، إلا أن موته أثر عليه وحزن على الناقد الأدبي الذي لفت الأنظار إليه في الوقت الذي كان مغمورا.
جسد أديب نوبل، نجيب محفوظ، شخصية المفكر الإسلامي سيد قطب، في رواية «المرايا»، وكانت شخصية الدكتور إسماعيل عبدالوهاب، رغم محاولات نجيب لتغيير ملامح الدكتور إسماعيل في الرواية عن الشخصية الحقيقية إلا أنها بدت واضحة للجمهور، وكانت الرواية عبارة عن قصص لـ 55 شخصية مختلفة.
وشاء القدر أن يلحق محفوظ بمكتشفه، حيث توفي في 30 أغسطس ولكن بعد وفاة قطب بأربعين عاما تحديدا في عام 2006.
هذا الخبر منقول من : صدى البلد
اشتراك في قناه جون المصرى | Youtube
هذه الخبر مدرج تحت ملف :
نجيب محفوظ
-
كواليس معركة نادرة بين نجيب محفوظ والعقاد
-
اعترافات نجيب محفوظ
-
اعترافات نجيب محفوظ عن أيام الطفولة
-
دار نشر الجامعة الأمريكية تكشف القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ
-
حكايات من زمن فات .. سر ظلم شادية من نجيب محفوظ
-
تفاصيل تحويل قصة حياة نجيب محفوظ لعمل درامى
-
تفاصيل تحويل قصة حياة نجيب محفوظ لعمل درامى بطولة أحمد حلمى