داعش يهدد أوروبا بالحرب

ظهرت تخوّفات عدة من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى التمدد من جديد في سوريا والعراق والانطلاق إلى القارة العجوز، في وقت يشهد فيه التنظيم الإرهابي انهزامًا عسكريًّا؛ بسبب الضربات الأمنية المكثفة في أوكاره، إضافة إلى خسارة معاقلة التي كان يسيطر عليها في بلاد الرافدين، إلا أن تمدد التنظيم الإرهابي هناك يشهد عمليات أمنية متزايدة لوأد هذا التمدد بإلقاء القبض على عناصر التنظيم؛ إذ بدأ في توجيه أنظاره إلى القارة العجوز، وشحن عنصاره للهروب إلى دولها وعودتهم إلى بلدانهم مرة أخرى لإطلاق المزيد من العمليات في قلب أوروبا، إذ يعد هجوم فيينا الأخير، الذي قُتل فيه أربعة أشخاص في الثاني من نوفمبر 2020، بمثابة إعادة إطلاق ما توصف بـ«الحملة الأوروبية» للتنظيم الإرهابي.

مخاوف من العودة
خلال الشهور الماضية، تزايدت المخاوف من عودة التنظيم مرة أخرى وتكرار سيناريو 2014، خاصة مع إعلان قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، سحب أغلب قواتها من العراق وسوريا، بعد تفشي فيروس كورونا، وزيادة هجمات الميليشيات الموالية لإيران على قواعد التحالف.
وكشفت عمليات الإنزال والضربات لمعاقل التنظيم الإرهابي عن وجودهم في إدلب وحلب؛ ما أثار تخوفات من انتقالهم إلى مناطق الرقة، ومنها إلى دير الزور لإنشاء خط واصل مع العراق؛ خصوصًا أن الشهور الأخيرة شهدت انتشارًا واسعًا للإرهابين من تنظيم داعش في مناطق كركوك، وصلاح الدين شمالا، وديالى شرقًا، المعروفة بـ«مثلث الموت»؛ حيث تحاول خلايا التنظيم الإرهابي أيضًا السيطرة على مناطق ضمن أطراف المدن السورية، ومنها السخنة والسعن وسلمية وريفي حمص وحماة، وأثريا بريف حلب الشرقي المتاخم لمحافظة حماة، ضمن خططه للتمدد.

تحركات مستمرة رغم الهزيمة
وفي الوقت الذي نفذت فيه عمليات متعددة ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من سوريا، نفذت وحدات عسكرية عراقية عمليات إنزال جوي أدت إلى مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش الإرهابي في محافظة كركوك شمالي العراق، نقلاً عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول.
وتوجيه الضربات إلى تنظيم داعش الإرهابي لم يكن يعني أن خطر التنظيم المتطرف قد انتهى، إذا ما كان قادرًا على تحريك عناصره في بعض المناطق التي قضي عليه فيها، خصوصًا في محافظات مثل حلب وإدلب ودير الزور والرقة؛ بهدف الاتصال بشبكاته في العراق لوجستيًّا، وبالتالي السيطرة على المناطق الفاصلة ما بين سوريا والعراق، الأمر الذي يمكنه من السيطرة على عدة مناطق وممرات رئيسية في البلدين، وتنفيذ عمليات إرهابية متواصلة تجعل مختلف تلك المناطق تحت حكمه.

الاختباء والتمدد
كان مقتل البغدادي إنجازًا مهمًّا في الحرب ضد تنظيم أذاق العالم الأهوال، ففي سنوات عنفوانه، استطاع داعش أن يبسط السيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا تفوق 100 ألف كيلو متر مربع، وتحكم في مصائر 7 ملايين نسمة؛ حيث تخطى التنظيم الإرهابي مرحلة السيطرة على الأرض وفكرة الخلافة، وعاد مرة أخرى إلى حالة الاختباء، والعمل بشكل لا مركزي، على طريقة حرب العصابات.
وعن الشكل الحالي للتنظيم، فبحسب الاستخبارات الأمريكية والعراقية، فإن التنظيم أعاد تشكيل هيئته، بعد مقتل البغدادي، وأغلب قيادته على يد قوات التحالف، وأصبح يتكون من 14 ولاية و5 دواوين وإدارة واحدة مسؤولة عن إدارة الولايات خارج سوريا والعراق، كما ألغى التنظيم الإدارات المسؤولة عن الحسبة والكهرباء بعد خسارته جميع الأراضي، إضافة إلى وجود لجنتين علويتين هما «الشورى» و«اللجنة المفوضة»؛ حيث إن داعش بعد خسارته لجميع الأراضي التي سيطر عليها، أعطى صلاحيات أكبر للمسؤولين في اللجنة المفوضة دون العودة للقيادة المركزية.
وعن خشية التسلل الي القارة العجوز، قال المستشار النمساوي زباستيان كورتس: إن آلاف المقاتلين الإسلامويين الأجانب، الذين عادوا إلى دول الاتحاد الأوروبي، يشكلون تهديدًا إرهابيًّا كبيرًا، داعيًا إلى ممارسة ضغوط قانونية أكبر على هؤلاء الأشخاص، مؤكدًا أنه بعد محادثات بشأن التهديدات الإرهابية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقادة أوروبيين آخرين، إنهم قنابل موقوتة.
بينما أكد «جيل دي كيركوف» منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، أن تنظيم داعش قد فشل، وأصبح عاجزًا عن تنفيذ عمليات معقدة مثل تلك التي ارتكبها مقاتلوه في باريس وبروكسل قبل خمس سنوات، موضحًا أن التنظيم دمّر لكنه لم يندثر، ويحاول تحريك فروعه المتفرقة، مؤكدًا أن خلفية منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة في باريس وفيينا، تختلف عن شخصية المقاتلين الذين نفذوا اعتداءات بروكسيل وباريس قبل خمس سنوات.
ووفق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، فقد تنامت الهجمات الإرهابية للتنظيم منذ بداية عام 2020، وبلغت نحو 566 في الربع الأول من عام 2020 وحده، كما يحاول التنظيم انتهاز الفرص الناجمة عن القتال بين المعارضة وقوات النظام ومكافحة فيروس كورونا، لشنِّ هجمات انتقامية ضد القيادات المحلية، ومهاجمة خطوط إمداد النفط والغاز، والهجوم على المواكب، واختطاف الرهائن للحصول على فدية؛ حيث مكّن التكتيك الأخير قيام التنظيم بالمطالبة بتبادل الأسرى وجمع المعلومات الاستخبارية عبر استجواب الرهائن.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز
اشتراك في قناه جون المصرى | Youtube
هذه الخبر مدرج تحت ملف :
داعش
-
سرقوا أموال وممتلكات مسيحيين .. تحقيقات داعش العمرانية المتهمون
-
أستراليا تلقى القبض على داعشى كان يخطط لتنفيذ اعمال إرهابية بقطع
-
محاكمة العضو المنتدب بـ إيجوث والمتهمين بالتخابر مع داعش
-
الأمن اللبناني يعلن القاء القبض على داعشي ذي أصول سورية
-
بقضية داعش العمرانية محاكمة 22 متهمًا
-
مسيحيي الموصل يقضون عيد الميلاد بعيداً عن وطنهم خوفاً من داعش
-
محاكمة 22 متهمًا بخلية داعش العمرانية