الشكر هو إدراك مقدار عطايا الله، للشكر فوائد عديدة، نفسية وصحية وعاطفية، لذلك من الجيد ان يُظهر الكل شكره كل يوم في حياتهم، فالأشخاص الشاكرين هم دائما أكثر سعادة. فالشكر يساعد كل الشخص ان يفكِّرشكل إيجابي، ويتمتع بتجارب مفرحة، وأيضا ينعم بصحة أفضل، ويستطيع مواجهت المصاعب، ويبني علاقات قوية مع الأخرين، و يعطي ثقة بالنفس قوية.
كيف يأتي الشكر في وجود المشاكل و الحياة المعقدة
أن طبيعة الحياة الأستهلاكيّة والتنافسيّة والغلاء والتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة كل ذلك له تأثير فادح على النفس، والبعض يتساءل: كيف نشكر إذ كنا طوال الوقت نلهث وراء أشياء كثيرة جديدة؟.
فإذ صارت بحوزتنا بعض الأشياء، يصير ذهننا منشغل بها، وأبضا نسعى وراء إقتناء شئ آخر، وما يشكر بعض الناس، عندما تسألهم عن ذلك، يقولون الصحّة، العمل، الأسرة وحماية الله من كل شر و ضرر ومكروه، ولكن لا تلمس دائما أنّهم فرحون بذلك الشكر، لربما خوفهم من فقدان ما لديهم.
كيف ننشئ أنفسنا وأولادنا على حياة الشكر؟
الكثير من الأبناء لا ينقصهم شيء، ولكنّهم لا يعرفون أن يشكروا ولا يدركون حجم النعم التي لديهم، فعلى من كان لديه والدان، تعليم الأبناء أن يروا الواقع، والأنتباه إلى من فقد أحد والديه؛ فيشكر الله دائما على وجود الأب والأم، ونعم الله المجانية كالأعضاء الجسديّة الكاملة، والأنتباه إلى من فقد أحد أعضائه؛ وعلى من كان لديه طعام وافرًا، أن ينتبه لمن لا يتيسر له كسرة خبز، وعلى من لديه بيت وغرفة خاصة، وأن ينتبه إلى من فقد بيته بالفعل.
فكيف نربي أبنائنا تربية صالحة في ظل ظروف مادية بسيطة، وكيف تسعى من خلال تفاصيل الحياة اليومية وطريقة تقويمها طبقا للظروف والأحداث؟
فيجب علينا أن تشرح لأبنائنا بمحبّة وإيمان، كيف لنا أن نقرأ بفهم ومعرفة سمائية الأحداث اليومية وظروف الحياة و المعيشة، وأ يدركوا عناية الله وتدبير الأمور بحكمة، وأن تشكر في كلّ شيء وعلى كل شئ.
فالمنزل هو المناخ الصحيح والصحي لكي يتعلّم فيه الأبناء سرّ كيف يشكروا، وزوع المحبة أيضا مناخ يساعد على تربية سليمة صالحة، وتعاليم الرحمة و المساعدة وبذلك يدرك الأبناء النعمة، ويتعلمون كيف يشكروا في كلّ شيء، فيزادهم إيمان جمالاً روحيًّا.
أمران لكي نتعلم و نعلم أبنائنا الشكر
الأوّل: أن أكـون شاكرًا في كلّ شيء، بمعنى أن أتدرّب وأدرب أولادي على الشكر، في الأمورالصعبة كالمرض، والضيقات، والاضطهاد من أجل المسيـح، والأحتياج.
والثاني: أن أتعلّم وأعلم أبنائي كيف أقبل أكثر فأكثر إرادة الله بحياتي، بعد أن أكون قد اختبرتُ أكثر من مره.
وبهذان الأمران نستطيع أن نقـدّم ذواتنا لله، فنتعلّم أن نقرأ إرادته في حياتنا اليوميّة كتعبير عن صلاح الله وعنايته، فلا نتضايق ولا نتذمّر، بل نشكر في كلّ شيء، فاهمين و مدركين و مميزين جميع الامور بفهم و معرفة سمائية و لدينا حكمة سمائية.