القيامة إن الرب يسوع المسيح بخلاصه العجيب، فهو قد أعاد خلق الإنسان من جديد، لهذا قال معلمنا بولس الرسول: (إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة) (2كو5: 17)، المسيح بقيامته المجيدة من بين الأموات قد أعلن: (الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا) (1يو1: 2).
معجزة عيد القيامة كما روى الأنبا غريغوريوس
نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس روى منذ أعوام مضت كثيرة، منقول عن عدد من شيوخ الرهبان الذين عاصرهم حدث رائع، وهذا الحدث لم يحدث له نظير في كل الكنائس المصرية.
بليلة عيد القيامة المجيد في إحدى الأعوام، وكانت جميع الأنوار مطفأة، وكان الهيكل مغلق ووقت ممارسة الطقس الذي يمثل قيامة الرب يسوع المسيح، وكان نيافة الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير (1896-1928م)، وفي هيكل كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية، وكان معه بعض الرهبان من الكهنة و الشمامسة.
وبعد أن أخذ الأسقف في رفع اللفائف التي على صورة القيامة، لفافة تلو الأخرى إلى أن وصل إلى الحنوط المدفون بداخله الصليب المقدس، فمد يده ليبحث عن الصليب، ولكنه لم يستطع أن يصل إليه وحس أن يده ثقيلة، بداية الأمر، وتحامل على نفسه و مد يده أكثر للداخل، ولكن يده أرتعشت فبكى لأنه حس أن هذا علامة على خطيئته، وعدم أستحقاقه فحاول للمرة الثالثة، فإذا به يصل أخيراً للصليب.
إنفجار نور من الصليب يوم عيد القيامة
وإنبعث من تلك الصورة والصليب نور كثيف، الهيكل وخارجه بالكنيسة، وكان هذا المشهد فرح لم يكن له مثيل وتعزى به الأسقف جدا، وأنتعش قلب الرهبان بالفرح روحاني ومجدوا رب المجد يسوع المسيح.
ولازال الرهبان الأحياء بالدير يذكرون تلك الواقعة التى شاهدوها بأعينهم، وهم شهوداً لها وقد أكد أثنان من شيوخ الرهبان وهم المتنيح أبونا القمص أرسانيوس المحرقي وأبونا القمص بطرس واصف المحرقي، أنهما كانوا بالهيكل مع الأسقف عندما ظهر النور المجيد.
معجزة القيامة بالدير المحرق حدث تاريخي
هذه المعجزة حدث تاريخي بالكنيسة المصرية، لم يحدث له قطع نظير في أي كنيسة أخرى بالعالم إلا طبعا في كنيسة القيامة بأورشليم، وقد أضافت تلك الكرامة دليل جديد على قيمة الكنيسة الأثرية ومذبحها المقدس الذي دشنه الرب يسوع المسيح بنفسه، وقت وجود العائلة المقدسة بمصر، وأكدت أن تلك الكنيسة جديرة حقاً بأن تسمى أورشليم الثانية وجبل الزيتون.
نقلا عن حديث نيافة الأنبا غريغوريوس بالدير المحرق باسيوط