وقت غرق برج الخليفة في الساعة الثالثة عصرًا من يوم الثلاثاء الماضي، خرج “عمر عبد العزيز”، شاب مصري الجنسية، من شرفة شقته المستأجرة في دبي بسبب سماعه لأصوات رعدية وهطول أمطار غزيرة.
ليواجه منظرًا صادمًا من برق وسيول كثيفة تغمر نواحي مختلفة من عاصمة الإماراتـ على الرغم من تحذيرات الأرصاد الجوية التي تم نشرها عبر وسائل الإعلام الإماراتية، إلا أن “عمر” لم يتوقع الوضع الذي واجهه، حيث تحولت الشوارع إلى بحر من السيول المتواصلة دون توقف، ووصلت الأمور إلى حد المروع بحسب ما وصفته المواقع الأخبارية.
شهود عيان يكشفون لحظات الرعب وقت غرق برج الخليفة
تشهد دولة الإمارات، وخاصة مدينة العين، أحداثاً تاريخية مرتبطة بالأمطار الغزيرة والسيول. في تاريخ الثلاثاء الأخير، وفقًا للمركز الوطني للأرصاد، سجلت مدينة العين هطولًا قياسيًا للأمطار بلغ منسوبه 254 مليمتراً في غضون أقل من 24 ساعة. هذا المنسوب الضخم يعتبر الأعلى في تاريخ الإمارات، مشكلًا رقمًا قياسيًا منذ بداية تسجيل البيانات عام 1949، قبل تأسيس الدولة في عام 1971.
حالة من الفزع والرعب لدى السكان بالأمارات
تلك السيول والأمطار الغزيرة تسببت في حالة من الفزع والرعب لدى السكان، حيث تمثلت تأثيراتها في تعطيل الحياة بشكل شبه كامل في مدينة دبي. الشوارع غمرتها المياه، وتأثرت البنية التحتية بشكل كبير، مما أدى إلى إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية وتوقف وسائل النقل العامة مثل المترو والأتوبيسات. كما شهدت محطات المترو والمطارات تأثيرات سلبية كبيرة جراء هذه الكوارث الطبيعية.
التغيرات المناخية تزيد من تعقيدات الأمر
وفي سياق متصل، فإن التغيرات المناخية تزيد من تعقيدات الأمر، حيث يتوقع تأثير زيادة حرارة الأرض على المناطق الساحلية للإمارات وزيادة خطر الفيضانات والسيول. كما يتوقع أن يؤثر التغير المناخي على صحة السكان بشكل كبير، مع زيادة انتشار الأمراض المعدية المرتبطة بالمياه وزيادة تكرار الأحوال الجوية القاسية.
رغم تلك التحديات، تبذل الدولة جهودًا جبارة في مواجهة تلك الظروف، ويعمل الجميع على تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين واستعادة الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن.