الكاهن المتنيح أبونا مكسيموس مشرقي، قديس من القدسين الآباء بكنيستنا القبطية الأرثوذكسية، راعى كنيسة السيدة العذراء مريم المراغة سوهاج،وتم إعتقاله وسجنه بإعتقالات سبتمبر عام1981م، وتنيح بعد خروجه من السجن بعوام قليلة، فى 10 يوليو 1986م.
أبونا لوقا سيداروس يحكى عن الكاهن مكسيموس مشرقي
حكى أبونا لوقا سيداروس عن أبونا مكسيموس مشرقي، وقت معرفته به بالسجن بإعتقالات سبتمبر عام1981م، قائلا: كنا بالصباح الباكر من كل يوم نستيقظ على صوت كنسي به عزاء كبير، كان يصلي مقتطفات من القداس الإلهي، وكنا نسمعه يسبح بنغم روحى كأنه في السما يزيح عن النفس كل تعب وحزن، وبمرور الأيام أصبح عمله هذا كصياح الديك كل فجر.
وأكمل أبونا لوقا: والزنزانة التى كنت مسجون فيها كانت في منتصف العنبر داخل السجن المكون من 3 أضلاع، وكان أبونا مكسيموس مسجون في زنزانة عند الضلع الأول، فلم تكن هناك أي فرصة لأتحدث معه أو أراه عن قرب، وكان الحمام الوحيد في العنبر بجانب زنزانتي، فكان عندما يأتي عليه الدور ليستحم كنت أراه وفاها، وكان يسلم علي وهو لا يعرفني، وأنا كنت أراه من طاقة صغيرة جدا لا تزيد عن قبضة اليد بالزنزانة، ولأنه كان مريض ب حساسية صدر فكانوا يسمحوا له بحمام يومي.
الكاهن مكسيموس مشرقي بإيمانه أقام ميت
كان أبونا مكسيموس يصلي فى كل وقت، وهو فى الحمام أيضا يصلى كان يعيش حياة الصلاة، فقال لي مرة بعد جمعونا بزنزانة واحدة، وكنا نتكلم عن أعمال الله، أن من أعجب القصص التى عاشها بخدمته إنهم أيقظوه من نومه يوم سبت النور بعد سهر الكنيسة حتى الصباح بعد إنتهاء القداس الإلهي الساعة 7صباحا.
وأضاف أبونا لوقا، قائلا: ثم ذهب إلى منزله ليستريح، أيقظوه بإزعاج، وقالوا له قم يا قدس أبونا في جنازة بالكنيسة، قام من نومه العميق منزعج، وسألهم من الذى مات؟ فقالوا له الولد فلان الفلاني .. أبن ال13 سنة، ولم يكن الولد مريض، ولكن في فجر اليوم وجدوه ميت، وحزن أهالي الصعيد صعب جدا، وصلوات الجنازات رهيبة، لاسيما إذا كان موت مفاجئ أو ولد صغير العمر، فقام أبونا مكسيموس وهو لم يجمع ذهنه بعد، مغلوبا من النوم وكأنه كان تحت تأثير مخدرلم يستوعب الأمر.
الكاهن مكسيموس مشرقي يصلي أوشية المرضى بدل أوشية الراقدين
وتابع أبونا لوقا، وكان الأب مكسيموس يعمل كل شيء كأنه آلة تعمل بلا أي إدراك، فغسل وجهه وذهب إلى الكنيسة، وجد الناس فى حالة هياج وعويل، دخل باكيا مشاركا شعبه أحزانهم وآلامهم، ووضعوا صندوق الميت أمامه وكان لهم عادة فى بلده وقا الصلاة على المتوفي، أن يفتحوا الصندوق ويصلى على الميت والصندوق مفتوح.
فصلى صلاة الشكر ثم رفع صليبه، وبدلا من أن يصلي أوشية الراقدين، صلى أوشية المرضى بغير قصد ولا إدراك ولكن الله يريد هذه مقاصد الله، كان كأنه مازال نائما، ووصفها الناس أنها صلاة بالخطأ، ولكنها ترتيبات الله، وفيما هو يصلي تعهدهم بالمراحم والرأفات أشفيهم.
فإذ بالصبي يتحرك وهو مسجى في الصندوق، فقال أبونا: (لم أصدق عيني، جسمي كله أقشعر) وتجمد أبونا بمكانه ولكنه أكمل الصلاة، وزادت حركة الصبي فصرخ الكاهن، إنه حي هاجت الدنيا حوله، فكوا الولد من الأكفان إنه حي سرت موجة فرح الحياة، وإنقشعت أحزان الموت إنه يوم سبت النور، يوم كسر السيد المسيح شوكة الموت، الرب يسوع غلب الموت وأقامنا.