حكاية أول محطة سكة حديد يتمتع “باب الحديد” بتاريخ معماري عظيم وقيمة أثرية وتراثية لا مثيل لها. يُعد هذا المبنى التاريخي جزءًا لا يتجزأ من تراث مصر وهو مدرج ضمن قائمة المباني الأثرية. اليوم، يُعرف هذا المبنى باسم محطة القاهرة أو رمسيس، ولكن كان يعرف سابقًا باسم “باب الحديد”.
حكاية أول محطة سكة حديد
كان لاسم “باب الحديد” تأثيرًا كبيرًا وجاذبية تاريخية على سمعة هذه المحطة، خاصة في الأوقات القديمة. كانت القطارات في ذلك الوقت تُستخدم لنقل الملوك والأمراء والشخصيات البارزة، وكان لذلك تأثيرًا هامًا على الوعي العام. مع تطور الزمن، أصبحت القطارات تخدم جميع شرائح المجتمع المصري، بدءًا من الطبقة الحاكمة وصولًا إلى الطبقة المتوسطة. وتجلى ذلك حين بدأت القطارات تُعرف بـ “قطارات الغلابة”، وذلك نظرًا لخدمتها للطبقة الشعبية وتوفير وسيلة مواصلات فعالة.
سر تسمية محطة مصر ب”باب الحديد”
المعروفة اليوم بمحطة القاهرة أو رمسيس، يعكس قصة طويلة ومليئة بالأحداث التاريخية المهمة. كانت المنطقة التي تقع فيها المحطة في الماضي قرية صغيرة تُدعى “أم دنين”، وقد اختارها الفاتحون العرب كمقر لهم، حيث أقاموا مسجدًا اطلقوا عليه اسم “أولاد عنان”. ومع ذلك، تم هدم هذا المسجد في عام 1798 خلال حملة نابليون الفرنسية، وتم إعادة بناؤه في عام 1990 ليصبح معروفًا بمسجد الفتح.
شق شارع رمسيس
في فترة حكم عباس الأول، تم شق شارع رمسيس، الذي كان يسمى حينها شارع عباس الأول، ووصل الشارع إلى منطقة “الريدانية” العباسية حاليًا. في عهد الخديوي إسماعيل، تم بناء محطة سكك حديد مصر في عام 1851، مما أسهم في تسهيل حركة التجارة ونقل البضائع بين السويس والإسكندرية. وفي عام 1856، انطلق أول قطار على خط السكة الحديد المصرية.
توسعت شبكة السكك الحديدية
لتشمل خطوطًا أخرى مثل القاهرة-السويس والقاهرة-بورسعيد، ووصلت فيما بعد إلى أسيوط والأقصر. وفيما يتعلق بتصميم محطة باب الحديد، فقد تم بناؤها في عام 1856 بتصميم من قبل المهندس المعماري البريطاني “أدون باتر” على الطراز العربي الإسلامي. أُطلق عليها اسم “باب الحديد” نسبةً إلى البوابات الحديدية الكبيرة التي كانت تحيط بها الميدان.