أنطونيوس , تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ذكرى نياحة القديس العظيم أب جميع الرهبان .
قصة الأنبا أنطونيوس
سنة 72 للشهداء الموافق 356م تنيح القديس العظيم كوكب البرية وأب كل الرهبان .
وكان قد ولد هذا القديس في سنة 251م في بلدة قمن العروس من أبوين غنيين وكانا محبين للفقراء فقاما بتربيته على مخافة الله و مات والده فوقف أمام الجثمان وظل يتأمل زوال العالم والتهب قلبه نحو الأبدية وقال أين هممتك وعزيمتك العظيمة وجمعك إلى المال إني أنا أرى الكل قد بطل و تركته إن كنت قد خرجت أنت بغير إختيارك فلا أعجبن من ذلك بل أنا أعجب من نفسي إن عملت كعملك .
وكان يتأمل في أعمال الآباء الرسل وكيف تركوا كل شيء وتبعوا المسيح وفي ذات يوم دخل إلى الكنيسة كعادته فسمع الإنجيل وكان يقول إن أردت أن تكون كامل فإذهب وبع كل مالك وأعطه إلى الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال إتبعني فكان
وكان لهذه الآية وقعها العميق في قلبه فقد مضى وباع كل ما كان يملك وأبقى إلى أخته نصيبها وأودعها في بيت خاص بالعذارى، ووزع حصته على الفقراء والكنائس .
رهبنة القديس
ثم بعد ذلك خرج من القرية وسكن في كوخ صغير بجانب النيل وكان يتردد على النساك المجاورين له وتعلم من كل واحد الفضيلة التي كان قد أشتهر بها وبعد مدة عبر النيل وعاش في مقبرة فرعونية قديمة بجانب جميزة على الشاطئ الشرقي للنيل و كان قد سمي المكان فيما بعد بإسم دير الجميزة أو دير بسبير وهو الآن يحمل إسم دير الميمون وهناك كان قد لاقى حروب شديدة من الشياطين منها أنهم قد ضربوه ضرب شديد حتى فقد النطق فحمله أصدقاؤه إلى الكنيسة حتى تماثل إلى الشفاء ثم رجع إلى مكان عبادته .
و بعد ذلك توغل في الصحراء الشرقية إلى أن وجد عين ماء فقام بالسكن بجوارها في مغارة وداوم على الصوم و الصلاة ومقاومة لحروب الشياطين وكان الله يساعده لكي ينتصر عليها و إستمر القديس على هذا الحال لمدة 20 سنة و إجتمع حوله أناس كثيرون لكي يتتلمذوا على يديه وآخرون يطلبون الشفاء من أمراضهم فخرج القديس إليهم و إستفادوا من إرشاداته كثيرا وصنع الله على يديه الكثير من الآيات وتتلمذ له كثيرون وسكنوا في مغارات كثيرة بجانب مغارته وأصبح أب لهم ومرشد وبذلك أَسس أول نظام رهبا ني في كل العالم كله حتى سمي أب الرهبان .
نياحة الأنبا أنطونيوس
و عندما أكمل جهاده الصالح جمع كل أولاده وأوصاهم بالثبات في الجهاد الرهباني كما قد أوصاهم أن يعطوا العكاز الخاص به إلى القديس مكاريوس والفروة الخاصة به إلى القديس أثناسيوس الرسولي وثوب الجلد الذي كان خاص به إلى القديس سيرابيون تلميذه كما أوصاهم أيضا بإخفاء جسده بعد نياحته.ثم رقد على الأرض وفاضت روحه وكان عمره في وقت نياحته 105 سنين .