لما لقب الأنبا برسوم بـ”العريان“والده كاتب الملكة شجرة الدر.. ولد بمصر وكان والده يسمى الوجيه مفضل كاتب الملكة شجرة الدر وأمه من عائلة التبان. تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة الأنبا برسوم العريان، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي، تنيح القديس العظيم الكامل في محبة الله الانبا برسوم العريان في مثل هذا اليوم من سنة 1033 ش .
بعد رحيل والد الأنبا برسوم
في مغارة داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبي السيفين مدة عشرين سنة ملازما الأصوام والصلوات ليل نهار بلا فتور بعد ان ترك العالم وعاش عيشة الأبرار السواح خارج المدينة خمس سنوات يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء ولم يكن يلبس سوي عباءة من الصوف مقتديا في ذلك بالقديس الأنبا بولا أول السواح ولما تنيح أبواه استولى خاله على كل ما تركاه له فلم ينازعه ثم حبس نفسه
الأنبا برسوم والمغارة و الثعبان
فعند دخوله رأي هذا الثعبان وكان في تلك المغارة ثعبان هائل فصرخ قائلا:كي تعطيني قوة بها أستطيع مقاومة هذا الوحش “يا ابن الله الحي ربي يسوع أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لسعتهم الحيات عندما نظروا إلى تلك الحية النحاسية فالآن و أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو أنظر إليك يا من علقت على الصليب ” و بعلامة الصليب رسم ذاته و تقدم الى الثعبان: “الرب نور و حياتى ممن أجزع الرب نورى و خلاصى ممن أخاف تطا الافعى والحيات وتدوس التنين و الأسد ”
ورسم عليه بعلامة الصليب وطلب من الله أن ينزع منه طبعه الوحشي ولم ينته من صلاته حتى تحول الثعبان عن طبعه وصار أليفا ثم قال للثعبان : ” أيها المبارك قف مكانك ” فقال له الأنبا برسوم : يا مبروك من الآن تكون مستأنسا ومطيعا لما أقوله لك و لا تكون لك قوة و لا سلطان أن تؤذي أحدا من الناس و في الجب كان الأسد مع النبي دانيال فأظهر الثعبان علامة الطاعة و الخضوع وصار مع الأنبا برسوم .
اضطهاد المسيحيون والقبض عل الأنبا برسوم
من كثرة النسك والعبادة ولبث علي ذلك نحو خمس عشرة سنة ثم طلع القديس الأنبا برسوم من المغارة إلى سطح الكنيسة وأقام صابرا علي الحر والبرد في الصيف والشتاء حتى اسود جلده .
فان الوالي قبض علي الأنبا برسوم وضربه كثيرا ثم سجنه و لما أفرج عنه ذهب إلى دير شهران ، وفي أيامه لحق بالشعب المسيحي اضطهاد عظيم إذ أغلقت الكنائس وألزم المسيحيون بلبس العمائم الزرقاء أما هذا القديس وأقام فوق سطح الكنيسة وزاد في نسكه وتقشفه ولم يستبدل عمامته البيضاء و لأن قوة الله كانت معه كان حكام ذاك الوقت من الحكام والقضاه و غيرهم يزورنه و يرون يلبس العمه البيضاء و لم قدر واحد منهم أن يلزمه بلبس العمامة الزرقاء .
و حتى رد غضبه عن شعبه قد أكثر القديس من الطلبة والتضرع إلى الله و وكان عمره إذ ذاك ستين سنة فدفنوه في دير شهران لما أكمل سعيه تنيح في شيخوخة صالحة في سنة 1033 للشهداء الأبرار .